نشطت أمس الشاعرة كلثوم دفوس، جلسة بيع بالتوقيع ضمن فعاليات المعرض الوطني للكتاب بقسنطينة، لآخر إصداراتها «أصوات نساء»، وهو حوار شعري بلغة موليير، جمعها بالشاعرة نادية بلقاسمي.
عرفت الجلسة حضورا لافتا لعشاق الشعر وقراء الشاعرة، وجرت بجناج المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار صاحبة الإصدار، وكانت مسك ختام فعاليات الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للكتاب، التي جرت على مدار أسبوع كامل بدار الثقافة مالك حداد.
وقد وقعت الشاعرة عملها لعدد من أصدقاء الكتاب الذين صنعوا حركية على مستوى جناح « أناب»، و يتعلق الأمر بديوان من 97 صفحة يعد حلقة في سلسلة من الإصدارات أطلقتها المؤسسة سنة 2017، و خصصتها للاحتفاء بالأقلام النسوية الجزائرية، كما كشفت عنه دفوس.
وأوضحت، بأن التجربة جاءت مختلفة في هذا العمل، لأنها عبارة عن مناظرة شعرية بينها وبين ابنة قسنطينة نادية بلقاسم، حيث ترد الثانية على قصائدها بقصائد أخرى تحكي عن المرأة في كل الأزمنة، وعن علاقتها بالوطن و الحب والأسرة و محيطها، وعن الأحلام والآمال والهواجس وكذا التحديات التي تواجه النساء في مجتمعاتنا كما قالت.
المجموعة تضم في مجملها حوارات بعناوين مختلفة تضبط لحن المعزوفة الشعرية بين الكاتبتين، فحين تتحدث الأولى عن « الولادة» تجيب الأخرى بقصيدة عن «الحياة»، وعندما تصف كلمات « الأخت» تتغزل أخرى باتسامة « المرأة التي تضحك».
وقالت صاحبة « ربوة ملوك البربر»، إنها في قصائدها اختارت أن تتحدث بلغة النساء الجزائريات في زمن بعيد، حين لم يكن للمرأة قلم يكتب أو صوت يسمع، فكانت تحدث جدران بيتها وتحاور أثاثه فيظهر ذلك في الرمزية التي تميز الكثير من جوانب تراثنا، بما في ذلك الحلي والزرابي والفخار وطريقة اللباس، كما كانت النساء تعبرن عن طريق الوشم على وجوههن أيضا، وهي علامات تتغزل بها كلمات الشعراء اليوم و تغدق بسخاء في وصفها.
وأضافت، أن المرأة كانت العنوان الأول والأهم لكل دواوينها السابقة لأنها تمثل الأرض وهي الأمان بالنسبة لها، مشيرة إلى أن كلماتها دائما ما تكون نابعة من تجربتها الشخصية كجزائرية أعدم الاستعمار كل رجال أسرتها ذات 5جويلية من سنة 1955، فاحتضنتها إرادة النساء وحملتها سواعدهن نحو أفق أوسع، لذلك فإن الحديث عن نضالهن وسرد حكاياتهن دين يجب أن تسدده كما عبرت.
كلثوم دفوس، قالت إنها تتحدث عن المرأة أيضا، لتصحح بعض المفاهيم الخاطئة ولتعيد للنساء ما سلب منهن ثم وظف ضدهن، كفكرة النسوية التي أفرغت من محتواها و تم حشوها إيديولوجيا بطريقة أساءت للمرأة أكثر مما خدمتها، معلقة أنه يحق للأنثى أن تنتصر لنفسها وأن تسجل معاركها على صفحات التاريخ، ولا يحق لأحد أن يسكت صوتها مهما علا.